مجلة حكايتي

مدونة عربية تحكي كل شيء

قصة موسى عليه السلام للأطفال
قصص أطفال

قصة موسى عليه السلام للأطفال

موسى عليه السلام من سلالة نبي الله اسرائيل وهو يعقوب عليه السلام وتعني اسرائيل عبد الله وهي كلمة عبرية قديمة، وهاجر بنوا اسرائيل الى مصر بعد أن دعاهم يوسف عليه السلام الى القدوم الى مصر وعاشوا هناك.

وبعد أن كانو مئات تضاعف عددهم مع مرور السنوات ليصل الى حدود 100 ألف شخص٬ وهذا حسب الروايات والدراسات التاريخية.

أقام بنو اسرائيل في مصر٬ واشتغلوا في رعاية الاغنام وامتلكوا البيوت والأراضي٬ مرت عشرات السنين وهم على هذا الحال.

وفي أحد السنوات كانت البلاد تمر بأزمة شديدة٬ بعد أن هاجمهم الهوكسوس الذي نهبوا البلاد وشردو العباد…

 

وخشي بنوا اسرائيل على اموالهم وممتلكاتهم فحاولو التقرب من الهوكسوس٬ وتوددوا اليهم واستخدموهم للتجسس على المصريين٬ ونقل اخبارهم اليهم.

وأراد الاسرائليون اظهار ولائهم للهكسوس٬ فعبد الكثير منهم اصنامهم وتركوا دين التوحيد، بينما تمسك عدد قليل منهم بدين أبيهم يعقوب عليه السلام.

وبعد سنوات طويلة من الكفاح تمكن المصريون من هزيمة الهوكسوس٬ وبناء حضارة عظيمة في افريقيا وآسيا٬ حيث عملوا على تشييد المدن الجميلة والاهرامات العالية….

خشي فرعون مصر من غدر بني اسرائيل وتحالفهم مع الاعداء فكلفهم بالعمل مع المصريين في بناء المدن التي دمرها الهوكسوس٬ حتى يشغلهم على تدبير المآمرات ومساعدة الاعداء.

لكن بنو اسرائيل تذمرو ورفضوا مقترح الفرعون٬ (وهو لقب ملك مصر) وتركوا المصريين لوحدهم يحاربون الهوكسوس ويبنون حضارتهم الجديدة.

ولانهم من سلالة يعقوب عليه السلام٬ بدأ الاسرائليون يتكبرون على اهل مص٬ر حيث شعروا انهم احسن منهم نسبا ومقاما…

فواصلوا في عمل ما يجيدونه دائما٬ وهي نشر الفتن والقلاقل بين اهل مصر٬ ودبروا المآمرات لتفريق وحدة الشعب المصري القديم حيث عملوا على زرع التمرد بين العمال ونشر الفساد في الارض.

وفي هذه اللحظة شعر فرعون مصر بغضب شديد من سلوك بني اسرائيل فارغمهم على العمل الشاق٬ وقام بتعذيب وسجن المتمردين منهم كعقاب لهم على زرعهم للمآمرات.

وفي يوم من الأيام دعا فرعون مصر كل السحرة الموجودين في الدولة ليخبرهم بامر جلل…

وقال: ” لقد رأيت نارا كبيرة آتية من جهة بيت المقدس ثم دخلت تلك النار مصر فاحرقت بيوت اهلها ولم تمس بيوت بني اسرائيل “

فكر الكهنة قليلا وتشاورو ثم قالو : ” ستلد امرأة من بني اسرائيل طفلا وعندما يكبر هذا الطفل فانه سيقضي على اهل مصر يا مولاي ” .

غضب فرعون مصر كثيرا من هذا الكلام وهدد قائلا ” لن ادع هذا يحصل لن ادعه يمس اهل مصر بسوء …”

قال كبير الكهنة بصوت هافت : ” انه سيقضي عليك أيضا يا مولاي….”

وفي هذه اللحظة وقف الفرعون وقال:” إنني أمركم بقتل كل اطفال بني اسرائيل الجدد من الذكور لا تتركوا احد منهم “

انطلق جنود القصر وبدأو في تنفيذ المهمة وقتل كل ولد جديد من الذكور واستمر هذا لسنوات طويلة…

وفي يوم من الايام ولدت امرأة اسرائيلية مولود جديد جميل سمته موسى.

وكان ابوه عمران من سلالة نبي الله يعقوب عليه السلام٬ احتارت الامة في الكيفية الواجب اتباعها لتحمي طفلها الصغير من الموت ومن بطش جنود القصر فلقد كانوا لا يرحمون ويقتلون كل طفل ذكر.

اعتكفت ام موسى في الدعاء طويلا ٬ متضرعة لله تعالى ان يحرس ويحمي ولدها موسى عليه السلام، فاستجاب الله لها ولدعائها وامرها ان تضع ولدها في صندوق وتضعه في النيل دون خوف عليه٬ ووعدها بعودة موسى اليها مرة اخرى، وأنه سيجعله نبيا رسولا..

قامت ام موسى بارضاع ولدها حتى شبع٬ ثم قبلته بشدة ووضعته كما أمرها الله تعالى.

سار الصندوق في نهر النيل٬ وامرت ام موسى ابنتها بمراقبة الصندوق واي سيستقر ومن سيلتقطه٬ وواصل الصندوق سيره في النهر حتى وصل الى قصر الفرعون.

رأته جواري القصر فقمنا بالطقاته وأسرعن به الى الملكة، فتحت الملكة الصندوق فوجدت طفلا صغيرا جميلا.

أحبت الملكة موسى حبا شديد فقد زرع الله تعالى حب موسى في قلبها٬ وتعلقت به بشدة وبكت حينما تذكرت انها لا تستطيع الانجاب فقررت الاحتفاظ بالطفل وتربيته، واخبرت الفرعون بذلك.

وحينما رآه الفرعون هم بقتله فبكت وتوسلت اليه بشدة ان يبقيه حيا كما جاء في الآية الكريمة : عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا. (القصص الاية -9-.)

قبل فرعون بالامر بعد الحاح زوجته عليه، وبدأ موسى يبكي بشدة لانه شعر بجوج شديد فهو لم ياكل منذ ان ارضعته امه اخر مرة.

أحضرت زوجة الفرعون مرضعة لموسى لكنه رفض ان يرضع منها، وأحضرت له كل مرضعات القصر وحدث نفس الامر٬ فموسى رفضهم جميعا، فامرت جواريها ان ياخذوه الى السوق لعرضه على كل مرضعات المدينة، لكن كل محاولتهم كانت فاشلة، وكانت اخت موسى في السوق تتجول لتقتفي اخبار اخيها ورأت ما حدث.

فقالت: “ يا جواري انني اعرف امرأة يمكن ان ترضعه ” فتفاجئن وقلن من هي التي ستنجح في ارضاع موسى ابن الملكة…؟

انطلق الجميع الى بيت ام موسى، وحين وصولهم قاموا بتسليم موسى الى امه بدون ان يكون لهم علم بذلك طبعا، وهمت بارضاعه فالتصق موسى بها بشدة وشرب الكثير من الحليب من ثديها فاسغرب الجميع مما وقع.

عادت الجواري الى القصر٬ وأخبرنا زوجة الفرعون بما حدث، فطلبت ام موسى وعرضت عليها ان تعيش معهم في القصر للاعتناء بموسى واطعامه حتى يبلغ اشده.

رفضت أم موسى طلب الملكة وردت بأدب : ” أعتذر لا استطيع ذلك فلي زوج واولاد ويجب الاعتناء بهم” فارسلي موسى الى بيتي لاعتني به وارعاه حتى يبلغ اشده، فوافقت الملكة على طلب السيدة وحددت لها راتب شهري على عملها هذا.

مرت السنوات وكبر موسى وكان محبوب جدا من كل الناس لعطفه على الفقراء واخلاقه العالية، وحين بلوغه سن الثلاثين من عمره اتاه الله العلم والحكمة.

وفي يوم من الايام وهو يتجول في احد شوارع المدينة رأى رجلان يتخاصمان ويتعاركان، احدها مصري والاخر من بني اسرائيل.

وحينما رآاه الرجل من بني جلدته صرخ وقال :” اجرني يا موسى هذا الرجل ظلمني” اقترب موسى من المصري ودفعه ليبعده لكن ضربته كانت قاتلة فقد سقط المصري وفارق الحياة.

حزن موسى كثيرا واستغفر ربه بشدة على ما وقع منه فهو لم ينوي او يقصد قتل ذلك الرجل المصري وإما اراد نصرة المظلوم فقط٬ وقال موسى نادما كما ورد في القرآن الكريم :” هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ” ّ( القصص الاية 16)

ثم توجه موسى الى الله داعيا فغفر الله له واستجاب الى نبيه.

أخذ موسى يسير في الشارع وهو خائف من أن يعرف الفرعون بفعلته فيقسوا عليه لكن الشارع عند حدوث الواقعة كان خاليا من المارة وبدات الشرطة تبحث عن الفاعل بدون ان تجده لانه لم يراه احد.

وفي اليوم التالي شاهد موسى نفس الرجل السرائيلي يتشاجر مع مصري اخر٫ ويناديه انقذني يا موسى هذا المصري ضربني وضلمني.

اشتد غضب موسى من الاسرائيلي لانه كثير الشجار ٫وهو من دفعه لقتل المصري، واقبل نحوه مسرعا كي يلومه على سوء خلقه، فضن بان موسى سيهم بقتله كما فعل مع المصري فصاح قائلا : “

يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْسًا بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا أَنْ تَكُونَ جَبَّارًا فِي الأَرْضِ (القصص الاية 19)

ولما سمع المصري هذا الكلام اتجه مسرعا لرئيس الشرطة واخبره بما وقع٬ وعرف الفرعون بعذ ذلك بالقصة كاملة، وامر بالقبض على موسى وخرج الجنود اى المدينة يبحثون عنه في أزقتها.

هرب موسى من مصر وقام الجنود بالقبض على الكثير من بني اسرائيل ومشى موسى لمسافات طويلة جدا هربا من الفرعون ولم يعرف الى اين يذهب بالضبط لانه لم يغادر مصر من قبل .

حتى وصل الى قرية والتقى شيخ وتحدث مع موسى فبهر به وقرر ان يزوجه احد بناته لكن موسى لم يكن يمتلك شيء، فقرر الشيخ تزويج ابنته لموسى نظير رعايته لغنمه طيلة ثمانية (08) سنوات كاملة فوافق موسى على ذلك.

وبذلك اقام موسى مع الشيخ واهله وخدمه لسنوات طويلة وصلت الى 10 سنوات٬ وبعد ذلك قرر موسى الرحيل فجهز اهله بعد ان اعطاه الشيخ قطيعا من الاغنام.

يتبع …..

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *