مجلة حكايتي

مدونة عربية تحكي كل شيء

قصص أطفال

قصة الحمار المسكين في البركة

روت لي جدتي….أنه كان هناك حمار يحمل حملا ثقيلا من الملح على ظهره٫ كان يسير عائدا من السوق الى بيته٬ خلف المزارع الذي لم يكن يحمل أي شيء على ظهره سوى عصاً٬ وكان يصفر فرحا أثناء سيره.

يمكن الاستماع الى القصة كاملة: اضغط LISTEN IN BROWSER  ان كنت تستخدم الهاتف الذكي

كان الحمار نعسا فقد كان يشعر بالحر والعطش٬ كان يجد صعوبة كبيرة في السير بسبب حمله الثقيل٬ وقد كان يمشي متثاقلا وهو يئن تحت الحمل ٬ وكان المسكين يتعثر على الطريق الوعرة والمغبرة.

مع الاستمرار في السير ازدادت الطريق وعورة٬ وتعب الحمار أكثر فأكثر٬ وفجأة حصلت كارثة٬ لقد زل الحمار وسقط في بركة من الماء… ….طش !

صرخ المزارع فزعا: “ملحي ! ملحي !” مدركا ما كان سيحدث لملحه لو ابتل٬ حاول المزارع أن ينتشل الحمار من البركة ٬ الا أن الماء كان قد أذاب كل الملح تقريباً.

لم يكن الحمار قلقا قط٬ فقد كان مستمتعا بالماء البارد والمنعش٬ وحالما خرج من البركة كان حمله أخف بكثير ٬ لان الأكياس على ظهره صارت خاوية تقريبا.

كان الحمار سعيدا ٬ فقد كان يشعرة بخفة غير متناهية٬ أما المزارع فقط كان يشطاط غضبا وحراً لأن ملحه قد ضاع.

طالع هذه القصة أيضا:قصة الملك نعمان وجزيرة الورد

  • العودة الى السوق مرة أخرى

في اليوم التالي ٬ كان الحمار يحمل حملا ثقيلا من الإسفنج على ظهره٬ فقد أخذه المزارع مرة أخرى إلى السوق٬ وكانا يسيران عائدين على نفس الطريق السابق٬ كان الجو أشد حرارة٬ وكان الحمار تعسا أكثر من المرة السابقة٬ وهو ينوء تحت الحر الشديد.

 

رأى الحمار البركة على مسافة قريبة على الطريق٬ وتذكر البرودة التي شعر بها في اليوم السابق بعد سقوطه في البركة ٬ وتذكر أيضا كيف صار حمله خفيفا جدا٬ فقال الحمار في نفسه :” سأجرب الأمر ثانية“.

سقط الحمار في البركة عن قصد كي يصير حمله أخف٬ لكن المزارع لم يفزع هذه المرة ٬ قال المزارع وهو يضحك:” أجل ياصديقي ! أنا أعرف ما يجول في خاطرك أضننت أن الاسفنج سيذوب في الماء كالملح ؟.. حسنا أخرج من البركة لنرى

لم يكن لدى الحمار أي فكرة بما كان المزارع يتحدث عنه٬ فقد شعر ببرودة أكثر بعد أن قفز في البركة٬ وقد كان يتوقع أن يخف وزن الحمولة مثل المرة السابقة ٬ لكن الاسفنج كان قد امتص الماء من البركة فصار وزنه أثقل وأثقل.

فلا عجب من ابتسامة المزراع لانه كان يعلم أن الاسفنج لن يذوب في الماء مثل الملح٬ فقد صار الحمار هذه المرة أتعس وأتعس….. يا له من حمار سخيف٬ استخدم الحيلة في غير محلها.

 

العبرة من القصة

لا تكن محتالا مثل هذا الحمار السخيف٬ فمن حفر حفرة لزخيه وقع فيها٬ فالحمار لم يستخدم عقله قفز في البركة عن قصد٬ ولو كان له عقل يفكر لعرف بأن الاسفنج لن يذوب بالماء بل سيزداد وزنه.

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *