مجلة حكايتي

مدونة عربية تحكي كل شيء

قصص أطفال

قصة دينار العيار وخشيته من نار جهنم

روى أن رجلا كان يعرف ب  دينار العيار ، كانت له والدة تعظه ولا يتعظ، فمر في بعض الأيام بمقبرة كثيرة العظام، فأخذ منها عظما نخرا فتفتت في يده، ففكر في نفسه، وقال لنفسه: ويحك! كاني بك غدا قد صار عظمك هكذا رفاتا…

والجسم ثرايا، وانا اليوم أقدم على المعاصي، فندم وعزم على التوبة، ورفع راسه إلى السماء، وقال: إلهي إليك القيت مقاليد أمري، فاقبلني وارحمني، ثم مضى نحو أمه متغير اللون، منکسر القلب.

فقال: يا أماه : ما يصنع بالعبد الأبق إذا أخذه سیده؟.

فقالت يخشن ملبسه ومطعمه ويغل يده وقدمه.

طالع ايضا : قصة الجارية ومالك بن دينار

فقال : أريد جبة” من صوف وأقراصا من شعير، وتفعلين بي كما يفعل بالآبق”، لعل مولاي يری لي فيرحمني، ففعلت ما طلب.

فكان إذا جائه الليل أخذ في البكاء والعويل، ويقول لنفسه: ويحك يا دينا،؟ كيف تعرضت لغضب  الجبار، وكذلك إلى الصباح، فقالت له أمه في بعض الليالي: ارفق بنفسك، فقال : دعيني أتعب قليلا لعلي أسترح طويلا، يا أمي! إن لي موقفا طويلا بين يدي رب جليل، ولا أدري أيؤمر بي إلى الظل الظليل، أو إلى شر مقيل، إني أخاف عناء لا راحة بعده، وتوبيخ لا عفوه معه.

قالت: فاسترح قليلا.

فقال : الراحة أطلب؟ اتضمنين لي الخلاص؟ .

قالت : فمن يضمنه لي؟

قال : فدعيني وما أنا عليه، كأنك يا أماه غدا بالخلائق يساقون إلى الجنة وأنا أساق إلى النار فمرت به بعض الليالي في قراءته:

 عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93) فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ الحجر 93-94

ففكر فيها، وبکی وجعل يضطرب كالحية حتى خر مغشيا.

فجاءت أمه اليه ونادته، فلم يجبها، فقالت: قرة عيني! این الملتقى ؟، فقال بصوت ضعیف: إن لم تجديني في عرضة القيامة فاسالي مالكا عني. ثم شهق شهقة مات فيها. فجهزته وغسله، وخرجت نادي: أيها الناس! هلموا إلى الصلاة على قتيل الثار. فجاء الناس، فلم ير أكثر جمعة ولا أغزر دمعة من ذلك اليوم .

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *